البيوت الفلسطينية القديمة تجسّد مغارة الميلاد
 البيوت الفلسطينية القديمة تجسّد مغارة الميلاد


البيوت الفلسطينية القديمة تجسّد مغارة «ميلاد المسيح» | صور

شيرين الكردي

الأحد، 03 يناير 2021 - 02:51 ص

يقول القديس لوقا البشير فى إنجيله :" فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" .

 من هنا ندرك أن السيدة العذراء ولدت ابنها يسوع فى مذود او مغارة حيث أن البيوت الفلسطينية القديمة كانت تبني على كهف أو مغارة فيقسم البيت لمكان المعيشة والنوم وأسفل ذلك مخصص للحيوانات ولهذا يقوم الغرب بتصوير المذود فى إسطبل ملئ بالحيوانات بينما أشار القديس يوستينوس  بأن المذود كان بمغارة.

 

وفي عيد ميلاد السيد المسيح يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى المغارة التي ولد بها السيد المسيح عليه السلام بكنيسة المهد وهي من أهم معالم الكنيسة وهي عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الأسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق  وأرضيتها من الرخام الأبيض وتزينها الكثير من أيقونات الميلاد والقديسيين بالإضافة إلى 15 قنديلاً فضيًا وهم رمز للطوائف المسيحية فى العالم  وعلى يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسى نجد المغارة التى تُدعى «مغارة المجوس» حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع وفي آخر المغارة نجد بابا يؤدى بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض للمسيحيين الذين أرادوا دفنهم بالقرب من الأماكن المقدسة ويفتح هذا الباب خلال الاحتفالات الدينية اللاتينية فقط.

 

وينوه د. ريحان من خلال دراسة أثرية للدكتورة  سلفانا جورج عطا الله المتخصصة في الفنون القبطية والآثارية بوزارة السياحة والآثار إلى معالم كنيسة المهد أو الميلاد وهى الأولى من بين الكنائس الثلاثة التي بناها الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى  عام 335م حين أصبحت الديانة المسيحية ديانة رسمية بالإمبراطورية الرومانية وتقع كنيسة المهد في جنوب الضفة الغربية ببيت لحم وهي أقدم كنائس فلسطين وتقام فيها الطقوس الدينية منذ القرن السادس الميلادي حين شيد الإمبراطور جستنيان الكنيسة بشكلها الحالي حتى يومنا هذا بانتظام ولأهميتها التاريخية والآثرية تم أدراجها على قائمة التراث العالمي عام 2012.

 

ويوضح الدكتور ريحان طبقًا للدراسة أن الكنيسة عندما بناها الإمبراطور قسطنطين كانت مثمنة الشكل تحتوى على فتحة تؤدي إلى مغارة الميلاد التي تحتوي على المزود المزين بالمرمر ويعلو المزود النجمة الفضية التى كتب عليها بالاتينية ما ترجمته " هنا ولد يسوع المسيح من العذراء مريم" بينما نجد غرب المغارة بازيلكا كبرى تتنتهى ببهو محاط بالأعمدة  ويطل على بيت لحم.

 

ويتابع بأن الكنيسة تعرضت للدمار عدة مرات أولها عام 529م عندما دمرها السامريون ويعتقد أنهم جماعة من اليهود ينسبون إلى عاصمتهم القديمة السامرة وبعد ذلك أعاد الإمبراطور جستنيان بناء كنيسة المهد على نفس موقعها القديم ولكن بمساحة أكبر وكان ذلك في عام 535م ولم تقف الاعتداءات على الكنيسة عند هذا الحد ففي سنوات الحروب بين الفرس والرومان التي تمكن فيها الإمبراطور هرقل من طرد الفرس من ممتلكات الدولة الرومانية عام 629م هدم الفرس كنيسة المهد عام 614م واستثنوا بعض مبانى الكنيسة عندما شاهدوا نماذج من الفن الفارسى الساسانى على أعمدة وجدران الكنسية وفي القرن الثاني عشر قام الصليبيون بتزيين الكنيسة بالفسيفساء على الجدران وبالرسومات على الأعمدة.

اقرأ أيضاً : آسيوط أخر محطة في «مسار العائلة المقدسة» بالصعيد ..صور

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة